تكدس الشاحنات يدخل شهره السابع على جسر الملك فهد

تكدس الشاحنات يدخل شهره السابع على جسر الملك فهد

طابور الشاحنات على الجسر.. منظر يتكرر باستمرار

سائق ينام أسفل شاحنته

شاحنات تصطف لعدة كيلو مترات
تصطف طوابير بعيدة المدى من شاحنات سيارات النقل على امتداد 7 كيلو مترات خارج جسر الملك فهد بالمنفذين السعودي والبحريني منذ شهر ربيع الأول الماضي وما تزال مستمرة حتى الآن فيما تتبادل الجهات المسئولة على الجانبين السعودي والبحريني الاتهامات والقاء المسئولية عن تكدس الشاحنات على الجسر وتأخير إجراءات عبورها وبالتالي تعطل مصالح الشركات والمشاريع الاقتصادية إضافة لإغلاق منافذ الاحياء السكنية المجاورة وانتشار الشاحنات بداخلها بشكل واضح حيث اصبحت هذه الاحياء مكانا لتجمع قائدي الشاحنات مع ابناء جلدتهم من العمالة الاجنبية السائبة مما أحدث ضررا على سكان الاحياء الذين رفعوا عددا من الشكاوى للجهات المختصة , بالرغم من اجتهادات إدارة مرور الخبر لحل هذه الأزمة التي تفاقمت خلال الأربعة أشهر الأخيرة بعد قرار تحديد كمية الأسمنت الذي يتم تصديره إلى البحرين بـ 25 ألف طن اسبوعيا إضافة إلى نقل مسئولية الجمرك البحريني من وزارة المالية إلى وزارة الداخلية التي استحدثت أنظمة جديدة تستدعي مزيدا من الوقت للخروج من جمركها . ” اليوم ” استطلعت آراء عدد من الجهات المسئولة بالجانبين السعودي والبحريني حول أسباب تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد وكيفية إيجاد حلول لإنهاء الأزمة ، واتهم الجانب السعودي نظيره البحريني بتأخير إنهاء اجراءات عبور الشاحنات وتجمعها بأعداد كبيرة في ساحة جمركها , وفي الجهة المقابل اعترفت مصادر بحرينية بوجود مشاكل في الجانبين تتمثل في عدد من الأنظمة المعقدة رغم عقد اجتماعات سابقة بين الجانبين لإنهاء الإشكالية , فيما نفت جهات بحرينية آخرى الادعاء وأشارت بأصابع الاتهام إلى الجمرك السعودي الذي يساهم في تعطيل عبور الشاحنات نتيجة قلة الموظفين وضعف الإشراف الإداري المفتقر إلى الروح العملية . كما التقت ” اليوم ” بعدد من قائدي شاحنات النقل للوقوف على معاناتهم وكذلك سكان الاحياء المجاورة لجسر الملك فهد بهدف الاستشهاد بآرائهم في هذه الأزمة.
مشاكل فنية
من جانبها نفت الجمارك السعودية مسئوليتها عن أزمة تكدس الشاحنات على منفذي جسر الملك فهد وأرجعت السبب الرئيسي إلى تأخر الجانب البحريني في انهاء إجراءات عبور الشاحنات التي تتجمع بأعداد كبيرة داخل جماركها , واشارت إلى أن ذلك يضطر الجانب السعودي إلى إيقاف الشاحنات خارج حدود الجسر ومنع عبورها بشكل مستمر خوفا من حدوث مشاكل فنية على جسر الشحن , فيما اختلفت وتفاوتت الاتهامات المتعلقة بتأخر الجمرك البحريني في إنهاء إجراءات الشاحنات بين عدة أسباب منها نقل مسئوليته إلى وزارة الداخلية ووجود جهاز تفتيش جديد يستنزف دقائق طويلة إضافه إلى عدم دوام المخلصين الجمركيين على مدار الساعة واختلاف أيام الاجازة وأوقات العمل بين الجانبين مما يؤدي إلى تكدس الشاحنات داخل ساحة الجمرك .
أوقات ذروة
واعتبر مصدر بمؤسسة جسر الملك فهد أن ازدحام الشاحنات خارج الجسر لا يدل على نشوب أزمة واضحة بل هو امر طبيعي نتيجة وجود أوقات ذروة تشهد تجمعات في كل مكان ليس على الجسر فقط , مؤكدا على أن إدارات الجانب السعودي بذلت جهودا كبيرة لتخيف ازدحام الشاحنات على الجسر حيث عقدت اجتماعات موسعه لإيجاد حلول تساهم في سرعة إنهاء اجراءات عبور الشاحنات , وأشار المصدر إلى أنه تم البدء في عمل توسعة لمنطقة الشحن السعودية وإعادة تنظيم للمراكز الواقعة بداخلها في انتظار توسعة أخرى في نظيرتها البحرينية خلال الشهر القادم موضحا أن الإدارات الحكومية على الجانبين السعودي والبحريني اتفقت الاسبوع الماضي على عمل خطة تنسيقية لتقليص تكدس الشاحنات على الجسر مع تأكيد تطبيقها ووضع الآليات المناسبة لمواجهة الزيادة المتوقعة لعبور الشاحنات.
نقل الأسمنت
وعلمت ” اليوم ” أن اللجنة الخاصة المشكلة لدراسة أزمة تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد توصلت إلى عدد من التوصيات تم رفعها للجهات المختصة بهدف حل الاشكالية ومنها منع نقل الاسمنت إلى البحرين عن طريق الجسر والاكتفاء بشحنها عن طريق ميناء الملك عبدالعزيز إضافة إلى المطالبة بتخصيص نقطة (أرض) لتجمع شاحنات النقل بعيدا عن الاحياء المجاورة كما أوصت اللجنة بإيقاف الشاحنات مؤقتاً عند جسر الخضري الواقع على طريق ابو حدرية السريع وترتيب عبورها إلى الجسر وفق أفواج منظمة .
فك الازدحام
وأشار مصدر في إدارة المرور إلى تطبيق آليات جديدة لعبور الشاحنات على الجسر بهدف إلى فك الازدحام وتسهيل الحركة المرورية بالقرب من الاحياء السكنية المجاورة تمثلت في إيجاد نقاط مرورية تعمل على إيقاف الشاحنات عند كبري الخضري على طريق ابو حدرية السريع الواقع على بعد 7 كم عن الجسر , وتفويجها بتصاريح خاصة حسب أعداد محدودة إلى الجسر بالتنسيق مع إدارة الجمرك حيث تتواجد دورية مرورية قبل موقع بوابة الجسر الرئيسية مهمتها استلام هذه التصاريح والسماح بعبور الشاحنات على الجسر , مضيفا أن إدارة المرور استثنت مؤخرا إيقاف الشاحنات المحملة بالخضار والأسماك وبعض المواد الغذائية خوفا من تعفنها وتلفها نتيجة وقوفها لفترات طويلة تحت أشعة الشمس حيث سمح لها بالمرور مباشرة بعد تحويل سيرها إلى طريق العزيزية المؤدي إلى جسر الملك فهد . وافاد ذات المصدر أن امس الأول شهد توقف مرور الشاحنات إلى جسر الملك فهد لمدة 6 ساعات ولم تدخل أي شاحنة خلال هذا الوقت تطبيقا لتعليمات الجمرك السعودي , وكان العام الحالي قد شهد انخفاضا كبيرا في عدد شاحنات النقل الصادره يوميا إلى البحرين عبر جسر الملك فهد حيث كان معدل دخولها خلال العام الماضي 700 شاحنة يوميا و انخفض هذا العام إلى 100 شاحنة يوميا .
تغييرات نظامية
وأكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين ورئيس جانب الغرفة في اللجنة المشتركة مع إدارة الجمارك والموانئ عبدالحكيم الشمري لـ” اليوم ” أن نشوب أزمة تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد دلالة على عدم تنفيذ الجهات المسئولة لقرارات قادة مجلس التعاون المتعلقة بالتبادل التجاري مشيرا إلى أن الهاجس الأمني لدى الجمارك اصبح شماعة تعلق عليها عدم تطبيق الأنظمة والتعليمات , واضاف بأن تحويل مسئولية الجمارك البحرينية من وزارة المالية إلى وزارة الداخلية تبعه تغييرات نظامية تستدعي وقتاً أكثر من السابق في عمل موظفي الجمارك , متهما موظفي الجمارك والجوازات السعودية والبحرينية بالبطء والتأخر في تخليص إجراءات عبور الشاحنات ومعترفا بوجود مشاكل في الجانب البحريني تتمثل في صغر منطقة الشحن وعدم تواجد المخلصين على مدار الساعة إضافه إلى افتقاد الأنظمة البحرينية إلى ما يلزم التاجر بإخراج بضائعه من منطقة الشحن فور الانتهاء من اجراءاتها .
فتح المنافذ
واشار الشمري إلى مشاكل الجانب السعودي التي حصرها في كثرة الخطوات والإجراءات الجمركية التي تستدعي مزيدا من الوقت عند جمرك الوارد إضافة إلى عدم فتح بواباته على مدار الساعة حيث تغلق بعد صلاة المغرب وفيما يتعلق بالحلول التي ستساهم في إنهاء الأزمة قال الشمري ” هناك بعض الحلول المتمثلة في فتح منافذ الجانبين الجمركية على مدار الساعة أو التنسيق لإقرار أوقات موحدة للعمل الرسمي حتى لايتعارض خروج الشاحنات بعد انتهاء اجراءاتها من جانب واحد مع إغلاق بوابة الجانب الآخر لانتهاء وقت العمل الرسمي حيث إن 70 بالمائة من الشاحنات الداخلة إلى السعودية فارغة خلال الفترة الميتة وبالتالي سيخف الضغط على الموظفين في فترة النهار ” .
بوابة الجمرك
ونفى عضو جمعية المخلصين الجمركيين البحرينية محمد حسن وجود تأخير في إنهاء اجراءات الشاحنات من الجمرك البحريني باعتبار حركة الشاحنات لديهم تتم في انسياب طبيعي دون أي تعطيل واصفا الجمرك السعودي بأنه يفتقد الروح العملية ومتهما إدارته بالتسبب في تكدس الشاحنات التي تظل في ساحة جمركها لما يتجاوز 10 ساعات احيانا نتيجة عدم إشرافها على عمل الموظفين حيث يعمل موظف واحد على تخليص اجراءات الشاحنات في معظم الأيام , واوضح حسن أنهم يواجهون عدة معوقات بسبب التأخر في فتح بوابة الجمرك السعودي إلى الساعة 8 صباحا بينما تفتح بوابة الجمرك البحريني عند 4 صباحا مما يؤدي إلى ازدحام في ساحة الجمرك .
معاناة مستمرة
وفيما يتعلق بضحايا تكدس الشاحنات التقينا بعدد من قائديها الذين اصطفت شاحناتهم بامتداد 7 كم على طريق ابو حدرية السريع وهم يفترشون الأرض تحت أشعة الشمس الحارقة نهارا ومع درجة الرطوبة المرتفعة خلال شهر رمضان حيث شاهدناهم يحضرون طعام إفطارهم داعين الله أن يزيل معاناتهم مع انتظار الجسر . ويقول احمد رحماني ( باكستاني ) تنقل شاحنته حمولة اسمنت ” لانزال نصطف في هذه الطوابير منذ أشهر طويلة حيث نبقى منتظرين احيانا لما يقارب 4 أيام حتى نتمكن من المرور على الجسر وقد لا تتوقف المعاناة هنا لأنه من الممكن أن نتفاجأ بعد هذا الوقت بموظفي الجمرك وهم يرفضون دخولنا نتيجة انتهاء الكمية المسموحة بدخولها اسبوعيا إلى البحرين والتي حددت بـ 25 ألف طن اسبوعيا وإثر ذلك نعود بالحموله إلى مستودعات الشركة في انتظار الاسبوع المقبل ”
إجراءات التفتيش
واشار نبيل التنوري ( أردني ) إلى البقاء لفترات طويلة عند الجمرك البحريني حيث يستغرق دخولنا وقتا كبيرا إلى البحرين مضيفا بوجود تأخير ايضا عند جمرك الوارد السعودي نتيجة إجراءات التفتيش الكثيرة على الشاحنات خصوصا ذات الصهاريج المغلقة . ومن جانب آخر أكد بدر البلاهدي أحد سكان الاحياء المتضررة المجاورة لجسر الملك فهد إن هذه الأزمة لم يتم علاجها منذ فترة طويلة بالرغم من الضرر الكبير الذي يلحق بسكان الخبر الجنوبية بعد أن اصبحت منافذها مغلقة نتيجة تجمع الشاحنات إضافة إلى قيام قائدي الشاحنات بالوقوف داخل الاحياء والمبيت على الطرقات في صوره تسيء لمدينة الخبر خصوصا أن ذلك يحدث أمام منفذ دولي للمملكة ترتاده جنسيات من مختلف دول العالم . وأبدى عبدالله عيضة تخوفه الشديد من وقوف الشاحنات داخل الاحياء وتجمعات العمالة الواضحة خصوصا في فترة المساء مشيرا إلى أن اهالي حي الجسر تقدموا بعدد من الشكاوى للجهات الأمنية من أجل إيجاد حلول للقضاء على هذه الظاهرة إضافه إلى إدارة المرور التي ساهمت خلال الفترة الأخيرة من إبعاد الشاحنات التي تغلق منافذ الأحياء القريبة من الجسر .