حارتنا .. تكسب .. و بإتفاق الجميع

من طرف **حبيب الرضا** الأحد سبتمبر 14, 2008 8:36 am

حارتنا .. تكسب .. و بإتفاق الجميع
حارتنا حلوة .. هي العمل المحلي الأول الذي كسب الرهان ، و باتفاق الشارع السعودي عامة ، إذ استطاعت فكرة العمل أن تجذب الجميع لها وتسمرهم أمام الشاشة حتى انتهاء الحلقة والتضحية بكل ما عداها من مسلسلات .
العمل فكرة وإخراج الفنان عبد الخالق الغانم ، وتدور أحداثه عن ملياردير هو الفنان غازي حسين رغم ما يملكه من أموال طائلة وطائرة خاصة إلا إن يفتقد الإحساس بالسعادة حتى نسي مذاقها ولم يعد يرى لها أثراً في داخله حتى يلتقي مصادفة مع موظف يعمل في إحدى شركاته ويتقاضى راتب 2400 ريال وحين يمنحه فرصة أخذ قرض و يزاد راتبه يشعر بالسعادة الحقيقية من خلال سعادة الرجل ودعائه له ومن هنا تبدأ علاقة بينه وبين موظفه - راضي المهنا – ويبدأ الغوص في البحث عن خلق سعادة حقيقية ، فيقرر الدخول إلى الحارة بين الفقراء ليسعد بالبساطة التي يعيشون فيها ويقرر بعدها الانتقال والعيش بينهم وتبدأ أحداث جديدة تغير طعم الحياة حوله .
تحية تقدير لكل من شارك في هذا العمل وتحمل الصعوبات التي تناقلتها الصحف وكادت توقف تصوير العمل لأكثر من مرَّة وبشكل قد يُصيب العاملين في العمل بكثير من الإحباط ، العمل يطرح فكرة إنسانية رائعة ، ربما هي الفكرة الحلم في أن يوجد في الواقع شخص كالملياردير في حارتنا المنشودة .. الملياردير الحلم ، والطريف المحزن في الأمر أن الذين حاولوا بشتى الطرق وقف تصوير العمل دون أن يدركوا مضمونه والهدف الإنساني النبيل الذي يتحدث عنه ، ما رأيهم الآن وقد بدأت حلقات العمل و رأينا خط سيره وأي جمال إنساني يحمله !؟
يعني طقس شديد الحرارة وضغط عمل ومسئولية الانتهاء منه في فترة محددة ثم تحدث مواقف كالتي رافقت تصوير المسلسل دون معرفة حتى ما يناقشه يحتاج لجلد غير عادي ، ومع ذلك وتحت كل هذه الظروف وربما ظروف أخرى نجهلها لكن جاء العمل قوياً بإسلوب بسيط و بسيناريو شديد الإحكام ، بل قدم لنا جوانب مجهولة في فنانينا كالفنان سمير الناصر الذي جاء في دور يميل للكوميديا وبثقة بالنفس ونضج وحضور لم نعتاده منه ، أيضاً من أميز الشخصيات شخصية محفوظ المنسف بإتقانه الشديد للدور و راضي المهنا بخفة روحه وحضوره المحبب ، فقط الفنانة المميزة سعاد علي لم تكن مرتاحة كثيراً للشخصية التي تؤديها ، أما الفنان الكبير غازي حسين فسنفرد لعبقريته زاوية في الأيام القادمة في موضع آخر ، لكن ربما كان أسوأ ما في المسلسل لحن التتر وليس صوت المطرب لكن اللحن لم يكن موفقاً وغير قادر على الجذب بل ربما لو كنت استمعت للمقدمة و آخر الحلقة قبل أن أرى المسلسل ومضمونه ، أقول ربما كنت لن أتحمس لمشاهدة المسلسل لكن الأحداث وإتقان الممثلين لأدوارهم وبالبساطة التي رأيناها كانت الفيصل ، رغم معرفتي المسبقة بموهبة الفنان عبد الناصر الزاير وجديته ، لكن اللحن لا يناسب عمل درامي حتى وإن كان خفيفا ، فاللحن يعطي انطباع بأنك مقبل على مسلسل أطفال والمسلسل ليس كذلك ، بل أن المسلسل رغم بساطة الروح التي يحملها يحمل مضمونا إنسانيا رائعاً وهو جاد جدا أعني العمل وفكرته .
حارتنا حلوة .. حلوة ، جذبتنا واستطاعت حتى من خلال مواقف بسيطة أن تخلق بسمه فوق شفاهنا كمشهد الملياردير في الحارة حين يذهب الجميع في السيارة لزيارة بو سالم في المستشفى ويلتقطونه من أحدى الزوايا للذهاب معهم ، طريقته وهو يصعد السيارة وكأنه أكبر عربجي وليس مليارديرا خلقت ابتسامة عريضة في أرواحنا ، وهذه هي كوميديا الموقف الجميلة ، برافو للجميع .. وحارتنا تكسب .