بحـث
المواضيع الأخيرة
بعيدا عن الظل ,. قصة من الطف
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بعيدا عن الظل ,. قصة من الطف
بعيدا عن الظل
قصة قصيرة .... من الطف
طلال النعيمي .............................
شمس المدينة , تنحدر قليلا عن وسط السماء بأتجاه الافق .. لاهبة , تلسع راسها المكتظ بالماسي .. انها ابت الا تستظل بظل ابدا , وان لايهنا بقربها رجل قط
فقد عزفت عن كل لذة ودعة في العيش , ولم يبق لها الا صدى الامس , ينقر في اذنيها .. يعشعش في راسها .. يجعلها تركن الى صمت مطبق , فلا فائدة من فتح الفم , واتساع الشفتين .. فلقد مات الكلام .. ورحلت البسمات .. وما عاد لها الا الذكرى , تعيش بها ومن اجلها
الفاجعة التي حلت بها لم تبق لها شيئا تنعم فيه ... ضمت يديها الى صدرها .. راحت تهزهما كمن تهدهد طفلا رضيعا
استمرت هكذا للحظات , ثم نظرت بعينين ذاهلتين الى يديها ... حدقت فيهما جيدا ... لم تجد شيئا ... فبكت .. بكت بحرارة ...
الشمس تنحدر نحو الافق . نظرت مرة اخرى الى يديها المضمومتين .. ولوهلة .. انفرجت شفتاها عن ابتسامة باهتة ... امالت راسها ... قربت يديها الى صدرها .. عصرت ثديها بيمينها , وقربت يدها اليسرى الممدودة افقيا الى صدرها .. لاشئ ... الثدي جاف , ويديها فارغة .. لسعات الشمس ايقظتها من اوهامها . فافلتت يديها , وبكت .. عيون الاهل والاحبة تلراقبها عن بعد ... وحالتها سكاكين تقطع احشاءهم .. ولكن مامن احد يستطيع اقناعها بالركون الى الظل , والعيش بهناء بعيدا عن الماضي الاليم ... رفعت راسها ... حدقت في الشمس باجفان جامدة , تعبت , فاغمضت عينيها
وراحت صور الماساة تمر امامها ... صور عديدة , ازدحم بها راسها ظو ... عطش في كربلاء .. قتل الاحبة .. وقطع الرؤوس , وحملها على الرماح ... سبي النساء ... ولكن ثمة صور لا تفارقها ابدا ... تعذبها .. لاتستطيع محوها من راسها ... صورة طفلها الرضيع , وهو مذبوح من الوريد الى الوريد من اجل جرعة ماء ... صورة زوجها وقد سقط من على فرسه , بعد ان اصبح جسده كغربال من كثرة السهام .. صورة سنابك خيل الاعداء وهي تطأ الجسد الشريف .. .. وصورة الفرس ... ذلك الحيوان الذي رفض الحريمة النكراء , وراح يدعو بالويل والثبور على امة قتلت ابن بنت نبيها
صور رهيبة عاشتها في الطف , وراحت تزور راسها وهي جالسة تحت الشمس اللاهبة ... الدموع تسيل على خديها كشلال ,وكذلك عيون من حولها
وبينما كانت الشمس تقترب من الافق , ضمت يديها الى صدرها مرة اخرى .. وراحت تهزهما كمن تهدهد رضيعا .. وتقربهما الى صدرها الجاف .. تقربهما كثيرا , تلصقهما بصدرها .. وتبقى هكذا بلا حركة ... ولا انفاس
________________
قصة قصيرة .... من الطف
طلال النعيمي .............................
شمس المدينة , تنحدر قليلا عن وسط السماء بأتجاه الافق .. لاهبة , تلسع راسها المكتظ بالماسي .. انها ابت الا تستظل بظل ابدا , وان لايهنا بقربها رجل قط
فقد عزفت عن كل لذة ودعة في العيش , ولم يبق لها الا صدى الامس , ينقر في اذنيها .. يعشعش في راسها .. يجعلها تركن الى صمت مطبق , فلا فائدة من فتح الفم , واتساع الشفتين .. فلقد مات الكلام .. ورحلت البسمات .. وما عاد لها الا الذكرى , تعيش بها ومن اجلها
الفاجعة التي حلت بها لم تبق لها شيئا تنعم فيه ... ضمت يديها الى صدرها .. راحت تهزهما كمن تهدهد طفلا رضيعا
استمرت هكذا للحظات , ثم نظرت بعينين ذاهلتين الى يديها ... حدقت فيهما جيدا ... لم تجد شيئا ... فبكت .. بكت بحرارة ...
الشمس تنحدر نحو الافق . نظرت مرة اخرى الى يديها المضمومتين .. ولوهلة .. انفرجت شفتاها عن ابتسامة باهتة ... امالت راسها ... قربت يديها الى صدرها .. عصرت ثديها بيمينها , وقربت يدها اليسرى الممدودة افقيا الى صدرها .. لاشئ ... الثدي جاف , ويديها فارغة .. لسعات الشمس ايقظتها من اوهامها . فافلتت يديها , وبكت .. عيون الاهل والاحبة تلراقبها عن بعد ... وحالتها سكاكين تقطع احشاءهم .. ولكن مامن احد يستطيع اقناعها بالركون الى الظل , والعيش بهناء بعيدا عن الماضي الاليم ... رفعت راسها ... حدقت في الشمس باجفان جامدة , تعبت , فاغمضت عينيها
وراحت صور الماساة تمر امامها ... صور عديدة , ازدحم بها راسها ظو ... عطش في كربلاء .. قتل الاحبة .. وقطع الرؤوس , وحملها على الرماح ... سبي النساء ... ولكن ثمة صور لا تفارقها ابدا ... تعذبها .. لاتستطيع محوها من راسها ... صورة طفلها الرضيع , وهو مذبوح من الوريد الى الوريد من اجل جرعة ماء ... صورة زوجها وقد سقط من على فرسه , بعد ان اصبح جسده كغربال من كثرة السهام .. صورة سنابك خيل الاعداء وهي تطأ الجسد الشريف .. .. وصورة الفرس ... ذلك الحيوان الذي رفض الحريمة النكراء , وراح يدعو بالويل والثبور على امة قتلت ابن بنت نبيها
صور رهيبة عاشتها في الطف , وراحت تزور راسها وهي جالسة تحت الشمس اللاهبة ... الدموع تسيل على خديها كشلال ,وكذلك عيون من حولها
وبينما كانت الشمس تقترب من الافق , ضمت يديها الى صدرها مرة اخرى .. وراحت تهزهما كمن تهدهد رضيعا .. وتقربهما الى صدرها الجاف .. تقربهما كثيرا , تلصقهما بصدرها .. وتبقى هكذا بلا حركة ... ولا انفاس
________________
ابو فاطمة- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 17/03/2008
رد: بعيدا عن الظل ,. قصة من الطف
مشكور اخوي على القصه الرائعه
ويعطيك العافيه اخوك
حبيب الرضـــا
ويعطيك العافيه اخوك
حبيب الرضـــا
حبيب الرضا- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 580
العمر : 43
المزاج : العمر 28
تاريخ التسجيل : 05/03/2008
رد: بعيدا عن الظل ,. قصة من الطف
يسلمو اخي عالقصه الرائعه
يعطيك ربي العافيه
ولاتحرمنا من جديدك
تحياتي
يعطيك ربي العافيه
ولاتحرمنا من جديدك
تحياتي
مـــ الروح ـــلاك- عضو متألق
-
عدد الرسائل : 263
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
رد: بعيدا عن الظل ,. قصة من الطف
واااااااااااااااااااااااو
حليووووووووووووووه مررررررره
ننتظر جديدك
حليووووووووووووووه مررررررره
ننتظر جديدك
صغيرونه بس خطيره- عضو متألق
-
عدد الرسائل : 109
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 02/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت يوليو 10, 2021 7:15 am من طرف الحرية تك
» ماكينة تعبئة القهوة من شركة الحرية تك
السبت يوليو 10, 2021 7:13 am من طرف الحرية تك
» ماكينة تعبئة بودرات في أظرف من الحرية تك
السبت يوليو 10, 2021 7:11 am من طرف الحرية تك
» ماكينه تعبئه السكر و البقوليات 1 كيلو من الحرية تك
السبت يوليو 10, 2021 7:10 am من طرف الحرية تك
» ماكينة تعبئة فاصوليا من شركة الحرية تك
السبت يوليو 10, 2021 7:09 am من طرف الحرية تك
» ماكينه تعبئه وتغليف فسدق من ربع كيلو الى 1 كيلو
السبت يوليو 10, 2021 7:07 am من طرف الحرية تك
» ماكينه تعبئه وتغليف بقوليات 5 كيلو من شركة الحرية
السبت يوليو 10, 2021 7:05 am من طرف الحرية تك
» ماكينة تعبئة بقوليات أوتوماتيك من شركة الحرية تك
السبت يوليو 10, 2021 7:02 am من طرف الحرية تك
» ماكينة تعبئة سوائل لزجة نصف اتوماتيك من الحرية تك
السبت يوليو 10, 2021 7:01 am من طرف الحرية تك