5 سنوات أدخلت العراق في نفق مظلم وأشعلت الحرب الطائفية

من طرف **بوملاك** الأربعاء مارس 19, 2008 10:36 am

قتل يومي في مدن العراق وملايين العراقيين يبحثون عن ملاجيء في الخارج

صدام ما زال في ذاكرة العراقيين
تصادف غداً الذكرى الخامسة للغزو الأمريكي للعراق والإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين. ففي مثل هذا اليوم وبعد منتصف الليل بدقائق أمر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش القوات الأمريكية المتمركزة في الكويت وحاملات الطائرات في عرض البحر في الخليج العربي، ببدء العمليات لغزو العراق. وبدأت الطائرات الحربية الأمريكية وصواريخ كروز بقصف مواقع الجيش العراقي، ومواقع عسكرية حساسة في بغداد. وفي اليوم التالي قرأ الرئيس العراقي المخلوع المقتول صدام حسين بياناً أعلن فيه أن العراق «يتعرض لغزو غاشم» وتعهد بالدفاع عن العراق. و«دحر الغزاة».
وبدأ وزير الإعلام العراقي، آنذاك، محمد سعيد الصحاف، ببث بياناته وإيجازاته للقنوات الفضائية، مشيداً بـ «البطولات» التي يحققها الجيش العراقي لدحر «علوج أمريكا»، وأن «بواسل العراق يقطعون الأفعى الأمريكية» إلى قطع. في الوقت الذي قامت فيه القوات الأمريكية التي واجهت مقاومة باسلة في ميناء أم قصر، باحتلال أراض عراقية والتقدم باتجاه العاصمة بغداد.سقوط بغداد
وفي يوم الأربعاء 9 إبريل 2003 كان يوماً فاصلاً، إذ دخلت القوات الأمريكية بغداد وأسقطت احدى التماثيل الضخمة للرئيس العراقي السابق صدام حسين. وبذلك تأكد جلياً أن القوات الأمريكية تحكم قبضتها على العراق. وأن تصريحات الصحاف النارية ليست سوى أقاويل لا تستند إلى أية وقائع. وبذلك انهار الجيش العراقي، وبدأت وحداته اما بالاستسلام للجنود الأمريكيين أو بالتلاشي، بترك الجنود العراقيين مواقعهم والانسحاب إلى منازلهم أو مغادرة العراق.

وبدأت الفوضى في المدن العراقية.
واستباح اللصوص، وأعضاء الميلشيات التي قدمت مع دخول القوات الأمريكية، العاصمة العراقية. وبدأت أعمال سلب ونهب لمقرات الوزارات والمدارس والكليات الجامعية، وحتى المستشفيات.
وبدأ سطو منظم لمتحف بغداد. حيث نهبت عشرات الآلاف من القطع الأثرية النادرة والثمينة. وبدأت مقاومة عنيفة للقوات الأمريكية في المدن العراقية.
واحتل الجنود الأمريكيون قصور صدام الفخمة، واتخذوها مقراً لقياداتهم ومعسكراتهم.
والغريب أن الأمريكيين تركوا كافة مقرات الحكومة العراقية نهباً للصوص، سوى وزارة البترول التي حمتها القوات الأمريكية بمجرد دخولها إلى بغداد.
وأصدرت القوات الأمريكية بياناً بأرفع 50 مطلوباً من المسئولين العراقيين وقيادات حزب البعث وعسكريين، وقادة منظمات شعبية، على رأسهم الرئيس العراقي صدام حسين وابناه قصي وعدي، وزير الدفاع, نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي الشهير طارق عزيز.

الحاكم الأمريكي للعراق
وبعد أسابيع من الفوضى، عين الرئيس الأمريكي جورج بوش الجنرال المتقاعد جاي غارنر حاكما أمريكياًِ للعراق. ولكن بعد أسابيع تم استبداله بديبلوماسي من وزارة الخارجية هو بول بريمر الذي كان يحظى بدعم المحافظين الجدد الذين كانوا يهيمنون على الإدارة الأمريكية.
واتخذ بول بريمر، ابتداء من 16 مايو 2003 سلسلة قرارات جلبت كوارث متتالية إلى العراق. منها حل الجيش الأمريكي وحل حزب البعث وملاحقة أعضائه. وبذلك تحول نحو مليونين، ونحو ثلاثة ملايين من أعضاء حزب البعث، إلى مقاومة الاحتلال بعد أن اعتبروا أن الإجراء الأمريكي يستهدفهم.
ومع الفوضى التي كانت تضرب أطنابها في العراق، وصلت إلى العراق مليشيا بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وهي منظمة دربتها المخابرات الإيرانية وتهيمن عليها. ويتهم العرب هذه الميلشيا بإدارة عمليات التطهير العرقي والسياسي ضدهم.

مجلس الحكم
في الثالث عشر من يوليو عام 2003 أعلن الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر تشكيل مجلس حكم عراقي صوري يضم 25 عضوا ويدير العراق تحت سلطة بريمر. ومن مهام مجلس الحكم صياغة دستور للعراق وإجراء انتخابات وفق المنظور الأمريكي. وكان للحاكم الأمريكي سلطة «الفيتو» لإلغاء قرارات المجلس التي تتعارض مع الرؤية الأمريكية.

اعتقال صدام.. ضربة للمقاومة
وفي يوم الأحد 14 ديسمبر عام 2003 أعلن الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في مخبأ في منطقة الدورة بالقرب من العاصمة العراقية.وشكل ذلك ضربة لقوى المقاومة العراقية، خاصة بعد أن جرى اعتقال عدد كبير من قائمة الخمسين مطلوباً الذهبية.

الحرب الطائفية
ومع ارتفاع المنافسة على المحاصصة الطائفية بدأت المواجهات الطائفية تشتعل خاصة بين الشيعة والسنة في العراق. كما أن منظمة القاعدة السنية المتطرفة قد شنت هجمات على القوات الأمريكية والمنظمات الموالية للأمريكيين. كما هاجمت احتفالات شيعية.
في 22 فبراير عام 2006 فجر مجهولون مرقدي علي الهادي وحسن العسكري المقدسين لدى الطائفة الشيعية. واستغلت مليشيات عراقية هذه الحادثة لإشعال حرب طائفية وتطهير طائفي وقتل على الهوية.
وتتهم إيران واتباعها منظمة القاعدة المتطرفة بتفجير المرقدين.
وغادر العراق نحو أربعة ملايين عراقي عربي، معظمهم من السنة، إلى الأردن وسوريا. كما تم تطهير طائفي متبادل، حيث هاجرت عائلات سنية من أحياء ومدن شيعية، كما هاجرت عائلات شيعية من مدن وأحياء سنية. ودخل العراق في دوامة من حملات الكره. وارتكبت جرائم مروعة رفعت من معدلات التهجير. ومع اتهامات بضعف الحكومة أو بتواطئها مع مليشيات طائفية، حدثت هجمات في وضح النهار على مؤسسات حكومية وأخذ موظفين ومراجعين وقتلهم وفق الانتماء الطائفي. ولم تستطع الحكومة حتى الآن التحقيق في جرائم مثل الهجوم على إدارة البعثات وأخذ موظفيها مراجعيها بالعشرات وتم فرزهم وقتل الموظفين السنة.
ويشكو مواطنون عراقيون من التغلل الإيراني في المؤسسات الحكومية لا سيما قوات الشرطة، والمجالس المحلية.
وفي محاولة لوقف المواجهات الطائفية الدامية، دعت منظمة المؤتمر الإسلامي، زعماء دينيين عراقيين من الطائفة السنية والشيعية، لعقد مؤتمر مصالحة في مكة المكرمة في أكتوبر 2006. واسفر المؤتمر عن إبرام وثيقة وتعهد بعدم ممارسة العدوان وإدانة أعمال القتل الطائفي. و الوثيقة لم تعمر، إذ ما لبثت أن استمر مسلسل الدم في العراق.

قوات الصحوة
وفي مواجهة منظمات القاعدة ومنظمات تعارض الاحتلال الأمريكي عملت الإدارة الأمريكية في العراق على إعداد قوات «الصحوة»، التي تتكون من أبناء قبائل سنة، يعملون على محاربة القاعدة ومؤيديها في المدن مثل الأنبار.
ونجحت قوات الصحوة، ذات التسليح والتمويل الأمريكي، في مهامها، إلى الدرجة التي توجه فيها الرئيس جورج بوش إلى مقر زعيم الصحوة عبدالستار أبوريشة في الأنبار في سبتمبر 2007، وإزجاء الشكر لجهوده. ولكن الزعيم القبلي أبو ريشة اغتيل بعد أسبوع من لقائه مع الرئيس الأمريكي. وخلفه شقيقه أحمد أبوريشة في قيادة تيار الصحوة.
واعترضت الحكومة العراقية بشدة على تسليح قوات الصحوة.
ويحاول الأمريكيون دمج قوات الصحوة في الشرطة والجيش ولكن المسعى الأمريكي قوبل برفض من الحكومة.
وشهدت العراق مناكفات سياسية بين الأحزاب، واستقالات وزراء.
ومن أبرز الاحداث إجراء محادثات أمريكية ايرانية في العراق في مايو 2007، تبعتها محادثات أخرى للاتفاق بين البلدين على كيفية التعامل مع الشأن العراقي. وأخيراً صرح وزير الخارجية الأمريكي الاسبق هنري كيسنجر أنه أجرى محادثات، جدية وعميقة، مع مسئولين إيرانيين. ودعا الإدارة الأمريكية إلى التفاوض مباشرة مع طهران. بشأن الملف النووي وشئون أخرى.

الديمقراطيون يستثمرون هفوات بوش
وانتقلت المعركة من الميدان العسكري في العراق، الى الميدان السياسي في واشنطن حينما اكتسح الديمقراطيون مجلس الكونغرس، واصبح موقف الرئيس بوش ضعيفاً. ويسعى الديمقراطيون إلى حل لسحب القوات الأمريكية من العراق. واعتبروا أن قرار غزو العراق كان قراراً خاطئاً أدخل الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط في دوامة ومستقبل ضبابي.

اتفاقية صداقة وتعاون
وفي آخر التطورات اتفقت الحكومتان الأمريكية والعراقية على عقد اتفاقية استراتيجية «اتفاقية الصداقة» تتمتع فيها العراق بالحماية الأمريكية، والتنمية الاقتصادية.
ويتوقع أن تلاحق لعنات الغزو الرئيس الأمريكي والحزب الجمهوري، فالمحللون يرون أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة سوف تجلب رئيساً ديمقراطياً، والسبب تخبطات الإدارة الجمهورية في قراراتها، وغزو العراق غير مقنع لأغلب الموطنين الأمريكيين.

يسلمو اخي عالطرح
يعطيك ربي العافيه
تقبل مروري
.

5 سنوات أدخلت العراق في نفق مظلم وأشعلت الحرب الطائفية

5 سنوات أدخلت العراق في نفق مظلم وأشعلت الحرب الطائفية

رد: 5 سنوات أدخلت العراق في نفق مظلم وأشعلت الحرب الطائفية